الجمعة، 23 نوفمبر 2007

ناسنا..

 (هذه هي الحياة أنك تتنازل عن متعك الواحدة بعد الأخرى حتى لا يبقي منها شيء وعندئذ تعلم أنه قد حان وقت الرحيل)

- نجيب محفوظ -



صلة الماضي: لحظت أن في المنبر نفر من جيل بعينه لهم ذات الذكريات فانتخبت الإندياح.


نفر تستهويهم شخوص بعينها وأحداث لن تتكرر وصور لن يعاد إنتاجها، يعني ناس فتحوا عيونم على حال محدد ولهم لغة مشتركة ويبكون ويفرحون لذات الأشياء تقريبا في توحد نادر لجغرافيا القلب وكنتور الوجدان ، ممكن نسميهم (جيران الضمير) ، تبتدرهم بكلمة فيكملون العبارة ، تفكر في فعل تجدهم سبقوك إليه ، سيأتي بعضهم بأريحية معهودة ، هي بعض صفات ذلك الزمن الأخضر وأهله التلبثانيين ، ليحكي عن (ناسنا) وزمنهم ويضيف إلى هنا.


ربما يقال أننا في حال بكاء مستمر على ماض لن يعود وأننا جيل كله من مواليد برج الفجيعة ورغم ذلك يعزي النفس بأنه شهد أياما جميلة وبشرا جميلين في كل زواياالحياة ، في السياسة والفن والرياضه والأدب والضواحي وطرف المداين ، هؤلاء البشر الجميلين أسميتهم (ناسنا) ، هم الذين شكلوا وجداننا وذاكرة خلايانا وغزير ملفات أجسامنا الأثيرية.


هذه مساحة للكثير، مساحة لاستكمال فراغات في الذاكرة نشأت بفعل عوامل تعرية الخاطر، بالنسبة للبعض هي تباك على ماض وممارسة عادية للأحزان لكنها عندي تقوم مقام الغُسل في تطهير الروح ، ولآخرين ربما تكون استنهاضا لهمم، أوهكذا ظننت.


ايام كانت بهية بصوت عوض عمر يوقظنا فجرا وتغارب الشمس ونحن امام تلفاز تصدح فيه تلك السمهرية السمراء (مريام ماكيبا) بغناء لانفهمه ولكن نعرفه وكاس أفريقيا بيد أمين زكي ، ظهيرة أطربنا فيها إنشاد حامد العربي و أبوداؤود ، شقيش قول لي يا مروح ..الدلنج؟ رويحة الهاويه يا مجافيه تنقلك كصرح بلقيس من المسالمه إلى النهود مساءا عبر كونكشن ( الخُوَي) ، كينياتا جيتنا وفيك ملامحنا والبي جيز و مشترك الخرطوم نيالا فلواري الفاشر. البلوستارز، زمن كان فيه مانديلا وسانتو وناصر وهوشي مِنَّه ينظمون حماسنا وحمدي بولاد أو بدرالدين ووردي في الميدان يلملمون أشجاننا.. وسهرتنا الليلة فادن مني وخذ اليك حناني، خارطة يرسمها تاج السر الحسن لآسيا وافريقيا بدعم لوجستي من مظفر ونزار وإسناد ظاهر من على المك وودالمكي . جبل مره أو فراش القاش ، الربوع والنعام آدم وال kung fu fighting.


أيام تربع فيها جيفارا على القلوب والقمصان وما كنت عارف وبادي الما هو عارف قدمو المفارق ، حكاوي الخؤولة عن لوممبا وتقدم الفياتكونغ في أخبارنا بعد السماني أحمد عالم وأشياء لاتنتهي ، زي الهوى .. ياحبيبي حبيب اصطمبوليه منوت بول أو وليم أندريه و عشه الفلاتية ورحمك الله يا شيخ الهديه.

هي الذكريات ضاع منها الكثير وولّى الإرشيف فمن كان له منها فليعد بها علينا ، وينكم يا ليلى ليلك جنَ، لاشوفةً تبل الشوق ولا رداً يطمِّن ، اكتبوا عمن تختاروه من (ناسنا) بغالي الحروف كتعويض مُجزِ عن صور إبتلَّت بمياه آسنة حتى كادت أن تنمحي من صومعة الذاكره,


أنظركم أن تتداعوا لتعيدوا لخلايا ذاكرتنا البهاء بصور كانت جميلة الوضوح وواضحة الجمال حتى أنهكها سفر الليالي الطوال و حمى الضنك والنيران ( الصديقة) ،



حاشية:

(أصدق الحزن ابتسامة في عيون دامعة)

صديقنا إبن الملوح

- محمد المرتضى حامد - في الحفلات السودانية، أيا كانت المناسبة والمكان، في البيت في الشارع في الصاله والمسرح، لازم يكون في شخص ظريف متماهي وغ...